فنان اليكس عضو فعال
عدد المساهمات : 89 نقاط : 5741 تاريخ التسجيل : 02/12/2009 العمر : 32
| موضوع: افراح واحزان في امريكا الشمالية والوسطي والكاريبي الإثنين ديسمبر 28, 2009 3:08 am | |
| مصائب قوم عند قوم فوائد - مقولة يعرفها ويؤمن بصدقها كل من يتابع لعبة كرة القدم، فكم انهمرت دموع البعض فرحاً والبعض الآخر يبكي ألماً هذا العام في منطقة أمريكا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي. موقع عاشق الاسكندرية يلقي نظرة الوداع على الأحداث التي شكلت ملامح العالم الجديد في 2009، بحلوها ومرها.
احتفالات هندوراس وآلام كوستاريكا
في خضم الإضطرابات السياسية التي تعصف بأرجائها وجدت هندوراس، المجنونة بكرة القدم، شيئاً عظيماً تهلل له عندما نجح منتخبها الوطني في حجز مكانه في نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA. وهي المرة الأولى التي يشارك فيها أبناء أمريكا الوسطى في العرس العالمي منذ عام 1982، وحتى الآن لم يفق اللاعبون ولا المشجعون من نشوة النصر الكبير. كانت الفرحة الهائلة في 14 أكتوبر/تشرين الأول، عندما فازت هندوراس بمباراتها الأخيرة في ماراثون التصفيات 1-0 على السلفادور، ليسهر العريس الذي أحرز الهدف، كارلوس بافون مع ويلسون بالاسيوس وأمادو جيفارا طوال الليل يرقصون في ملعب كوسكاتلان. بل إن ديفيد سوازو لاعب بنفيكا دار حول أرض الملعب على ركبتيه بعد الفوز، وفاءً بعهد كان قد قطعه على نفسه أمام جماهير بلاده. وعبّر بافون عن فرحته الغامرة بقوله: "هذا شيء لا ينسى، نحن في غاية السعادة، ولا نجد من الكلمات ما نعبر به عما نشعر به. لقد كان التأهل شديد الصعوبة ولكننا نستحقه."
وفي تلك اللحظات نفسها، كانت دموع أبناء كوستاريكا تنهمر بحزن شديد بعيداً في واشنطن العاصمة. فبعد أن احتفظوا بصدارة المرحلة النهائية من التصفيات لوقت طويل، انهارت آمالهم في تلك الليلة التي رقصت فيها هندوراس فرحاً وبهجة. وما زاد من آلامهم أنهم كانوا متقدمين بهدفين نظيفين على الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت قد تأهلت بالفعل، ولكن الهدف الذي خطفه المدافع جوناثان بورنستاين في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع حوّل فوز كوستاريكا إلى تعادل وأضاع فرصة اللحاق بركب كأس العالم على فريق رينيه سيمويس. ورغم أنهم كافحوا كفاح الأبطال في الملحق الذي خاضوه ضد أوروجواي، إلا أنهم خرجوا من التصفيات وليبقى عليهم انتظار تصفيات البرازيل 2014 ليجربوا حظهم مرة أخرى.
وقبعت إلى جوار كوستاريكا جارتاها السلفادور وترينيداد وتوباجو، بعد أن فعلت هذه الأخيرة ما فعلت في التصفيات لتجد في جعبتها في النهاية ست نقاط هزيلة من عشر مباريات. وشتان بين أدائها في هذه التصفيات وبين مسيرتها المظفرة التي وصلت على إثرها منذ أربع سنوات إلى ألمانيا 2006.
الولايات المتحدة الأمريكية – المكسيك: وتتواصل حلقات المسلسل
منذ حوالي عقدين من الزمان، تلاشى الفارق تقريباً بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك على ملاعب كرة القدم، لتتساوى حظوظهما دائماً في اعتلاء قمة منطقة أمريكا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي. حيث تأهل كلاهما لنهائيات كأس العالم FIFA في كل نسخاتها التي أقيمت منذ 1994، ويبدو أن المركزين الأول والثاني في التصفيات المؤهلة عن تلك المنطقة أصبحا محجوزين لهما دائماً. وكان شرف تصدر ترتيب التصفيات هذه المرة من نصيب الولايات المتحدة، التي تفوقت بنقطة واحدة على المكسيك، حيث حققت ستة انتصارات، وتعادلت في مباراتين، وخسرت في مباراتين في حين فازت المكسيك في ست مباريات أيضاً، وتعادلت في مباراة واحدة، وخسرت ثلاث مباريات.
وجاء عام 2009 ليسجل لحظتين بارزتين في تاريخ هذه المنافسة الساخنة. حيث حقق منتخب الولايات المتحدة الأمريكية إنجازاً تاريخياً بانتصاره على منتخب أسبانيا، المصنف الأول على العالم، ووصوله للمباراة النهائية في كأس القارات جنوب أفريقيا 2009 FIFA قبل أن يخسر أمام البرازيل بعد أن كان متقدماً في الشوط الأول بهدفين دون رد. ولقد جعلت هذه النتيجة جماهير المكسيك – التي ابتهجت لفوز منتخبها بالبطولة نفسها على أرضها عام 1999 – ترتاع وتتوجس خيفة من جارتها اللدود. ولكن كل خوفهم على مكانتهم في المنطقة تبدد عندما دك فريقهم حصون منتخب الولايات المتحدة بخمسة أهداف نظيفة بنيوجيرسي في 26 يوليو/تموز في نهائي الكأس الذهبية CONCACAF، ليصبح المنتخب المكسيكي أكثر فرق المنطقة فوزاً بالبطولة التي تقام كل سنتين.
وعندما يتوجه الخصمان اللدودان إلى جنوب أفريقيا لخوض منافسات كأس العالم FIFA خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز القادمين، قد تكون المكسيك أيضاً هي الأعلى كعباً. فقد عاد المدرب خافيير أجويري ليستعيد موقعه بعد غرق زفين جوران إيريكسون في الدوامة التي سحبت المنتخب المكسيكي في شهر أبريل/نيسان، ومن وقتها تقدم الفريق بخطى ثابتة حتى تعافى واسترد روحه. أما بوب برادلي، مدرب الولايات المتحدة، فهو يخوض لعبة أعصاب في انتظار عودة لاعب خط الوسط المدافع الكبير أوجوتشي أونيو، والمهاجم الشاب الواعد تشارلي دافيز من الإصابة وقد لا يتمكن أي منهما من التعافي في الوقت المناسب للحاق بكأس العالم.
سولت ليك تظهر على خريطة الأندية تفاجأت الولايات المتحدة هذا العام بفوز غير متوقع لنادي ريال سولت ليك على لوس أنجليس جالاكسي، صاحب الشعبية الجارفة، ليقتنص على إثره أول لقب له في بطولة الدوري الأمريكي. فلم يكن أحد ينتظر من هذا النادي، الذي تتألف الغالبية العظمى من لاعبيه من العمال المكافحين والذي تأسس في عام 2005، أن يواصل مسيرته الشاقة متجاوزاً جييرمو باروس سكيلوتو الفائز مع فريقه كولومبوس كرو بلقب العام الماضي، وشيكاجو فاير المدجج بالنجوم، ثم يتغلب في النهاية على الفريق الذي يدربه المعلم الكبير بروس أرينا ويدعم صفوفه لاندون دونوفان والنجم الدولي ديفيد بيكهام بركلات الجزاء الترجيحية. وقال جيسون كرايس، المدرب المتوج باللقب هذا العام ولاعب الهجوم السابق البالغ من العمر 36 عاماً، "لقد كنا نشعر بالراحة كحصان أسود في البطولة، وعندما آن الأوان لمقارعة لوس أنجليس جالاكسي، كنا نشعر بأن فريقنا ند لفريقهم. كان لديهم النجوم، ولكننا كنا نعلم أن فريقنا هو الأفضل."
وفي المكسيك تلقى الأبطال الذين اعتادوا حصد الألقاب، مثل كلوب أمريكا وتشيفاس جوادالاخارا، صدمة عندما برز لوس رايادوس ليخطف ثالث لقب له في تاريخه بفوزه في المباراة النهائية على كروز أزول صاحب الشعبية الكبيرة، بينما أفلت اللقب للموسم الثاني على التوالي من قطبي الكرة في كوستاريكا، ديبورتيفو سابريسا وألاخويلينسي. أما في هندوراس وجواتيمالا والسلفادور، فقد سارت الأمور بصورتها المعتادة المألوفة بلا أي مفاجآت، حيث فاز الأبطال التقليديون، ماراثون ومونيسيبال وفاس على التوالي بالبطولة المحلية كل في بلده. | |
|